رغم إصرار بعض المراجع الفقهية بأن الحديث النبوي: ” أطلبوا العلم ولو بالصين” هو حديث ضعيف، إلا أن المراجعات التاريخية قد تؤكد العكس وبقوة، فقد ذكر المؤرخ الصيني “قوه ينغ ده” في كتابه (تاريخ العلاقات الصينية العربية) أكثر من رواية تتحدث عن إرسال سيدنا محمد عليه السلام وفودا الى الصين، منها ما نقله عن “تشن قوان من عهد أسرة تانغ” أن النبي محمد عليه السلام قد أرسل بعثة الي الصين في العام ٦ هجري ( ٦٢٨ م ) وهو العام الثاني من فترة تشن قوان في سلالة تانغ، فقابلهم الإمبراطور تاى تسونغ بالحفاوة، وأثنى على آرائهم في اللاهوت، وساعدهم على إنشاء مسجد في كانتون، ليؤدي التجار العرب صلواتهم فيه.
باحث آخر هو المؤرخ الصيني “ ليو سان جيه”يذكر في كتابه (أصل هوى)، وكذلك المؤرخ “لان شيوى تش” في كتابه (العقيدة الصحيحة في مكة). كلاهما ذكرى أن سيدنا محمد أرسل وفدا ثانيا في وصل الصين في العام ١٠ هجري (٦٣١ م) أي في العام السادس من فترة تشن قوان، يترأسه الصحابي سعد بن أبي وقاس ( كما يشير نقش شاهد المسجد ) أو كما وصفه “شوى تشي” بأنه (وقاس) رجل ينحدر من أهل مكة ومن أقرباء النبي، وأنه جاء إلى الصين بمهمة تقديم القرآن إليهم، ولما رآه الإمبراطور تاى تسونغ إنسانا عفيفا نزيها متضلعا من العلوم الدينية، أبقاه في تشانغآن، وأمر بتشييد جامع أعظم من سابقه تحت أشرافه ليقيم فيه هو ومرافقوه.
في نهاية الأمر، فإن صح الحديث فهو تأكيد لجهد الرسول عليه السلام في نشر الإسلام الى كل بقاع الأرض، وإن كان الحديث ضعيفا، فإن قدمه وانتشاره في العالم الإسلامي جعل منه قيمة رمزية تدل على أهمية البحث عن العلم في بلاد العرب والمسلمين حتى لو كانت تتطلب السفر الى الصين والتي كان يعتقد بأنها تقع على أطراف العالم.
عن مادة (تاريخ العلاقات الصينية )، تأليف: قوه ينغ ده وترجمة: تشانغ جيا مين. من على موقع الصين اليوم.
Leave a Reply