Zero Problems

Zero Problems

مقالة السيد أحمد داوود أوغلو وزير الخارجية التركية والتي نشرت في مجلة فورين بوليسي بتاريخ 21 آذار 2013 تحت عنوان ”سياسة صفر مشاكل مع دول الجوار في المرحلة الجديدة ” (إنكليزي)


قيّم السيد أحمد داوود أوغلو وزير الخارجية التركية في مقالته التي نشرتها مجلة فورين بوليسي تحت عنوان ” سياسة صفر مشاكل في المرحلة الجديدة” بتاريخ 21 آذار 2013 سياسة ” صفر مشاكل مع دول الجوار ” التي تأتي ضمن سياق عملية التغيير الديمقراطي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. 

”… اقترحت ستة مبادئ أساسية لسياستنا الخارجية : التوازن في معادلة الأمن والحريات ، صفر مشاكل مع دول الجوار، سياسة خارجية متعددة الأبعاد، سياسة إقليمية استباقية ونشطة ، أسلوب دبلوماسي جديد ودبلوماسية إيقاعية ” 

”أقدمت حكومتنا على مبادرات غير مألوفة مثل السعي لحل مشكلة قبرص وإنهاء العداء مع سورية وتطبيع العلاقات مع أرمينيا . وبشكل مماثل بذلنا الكثير من الجهود بهدف تعزيز العلاقات القائمة مع الدول الصاعدة في كل من آسيا وأمريكيا اللاتينية وإفريقيا” 

” هذا وأصبح مبدأ صفر مشاكل مع دول الجوار من أكثر المبادئ التي يشار إليها في السياسة الخارجية التركية لا سيما بعد أن توليت منصب وزير الخارجية، هذا المبدأ وبكل صراحة كان نموذجا مثاليا بكل ما تعنيه الكلمة … كما كان يمثل تغييرا واضحا في نهج وعقلية السياسة الخارجية التركية .. ولم تعد المشاكل المزمنة تهيمن على أجندة السياسة الخارجية التركية مع الدول المجاورة لها والتي استنفذت طاقاتها في علاقاتها الدولية والإقليمية.” 

” أثبت بدء العمليات الديمقراطية في الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة صلاحية إطارنا المفاهيمي الجديد . لقد كانت حقوق المواطنة والمطالب المحقة للشعوب العربية الداعية لحكومة صالحة تحترم حقوق وكرامة الشعوب السبب الرئيسي في حدوث التقلبات الإقليمية ” 

”لهذا السبب أطلقنا دعوة لتشكيل حكومات جديدة تلبي مطالب المواطنين وذلك ضمن تحول سلمي وسياسي تدريجي . وعلى الرغم من تجاهل بعض الأنظمة العربية لندائنا هذا إلا أننا لم نتردد في دعم النضال المشروع لشعوب المنطقة التي عملت من جديد على نيل سيادتها والتي تشكل أساسا للسلطة السياسية لشعوب المنطقة وللاستقرار الإقليمي.” 

”إن تأكيدنا على واقع سياسة صفر مشاكل مع دول الجوار لم يثنينا أبدا عن اتخاذ هذا الموقف الشجاع ، بل وغدت خارطة طريق لسياستنا الخارجية في المنطقة. عندما أعلنا عن البدء بتنفيذ سياسة صفر مشاكل ، لم تكن غايتنا فقط تطوير المصالح الاقتصادية والأمنية لتركيا ولم نفكر أبدا في اتباع أجندة السياسة الواقعية التي تفتقر إلى القيم. بل على العكس كان الهدف منها هو إزالة العقبات دون النظر الى مصادرها والتي كانت تعيق اندماج تركيا مع جيرانها. هدفنا الأساسي هو السعي من أجل توفير واستمرار التواصل بين كافة المجتمعات والسعوب وعلى رأسها شعبنا وشعوب المنطقة برمتها ضمن ما أسميناه بـ ” الحد الأقصى من التعاون ”. 

” تشير رؤية صفر مشاكل إلى استحالة اتخاذنا لأي قرار يفضي إلى ابتعاد وإقصاء قلوب وعقول الشعوب في المنطقة ، ويكمن التحدي الرئيسي لهذه الرؤية السلمية في عدم قدرتنا على الصمت أمام من يرفض تلبية الحقوق الأساسية لشعبه وينتهج الطرق والأساليب القمعية في ذلك .” 

ومازال مبدأ ”صفر مشاكل ” والذي يعني العلاقات الودية مع دول الجوار يشكل الحجر الأساس لسياستنا في المنطقة. 

”مازالت الحاجة قائمة لمعالجة مشاكل الشرق الأوسط على أساس مبدأ صفر مشاكل وبما يعنيه ذلك من تعاون ورؤية للحوار . وقد حذرت تركيا من مواجهة حرب باردة جديدة يتسبب بها النزاع الطائفي والمذهبي الأخذ في الاحتدام بما يهدد مستقبل واستقرار وسلام المنطقة . علينا ألّا نسمح بإقامة حواجز جديدة تؤدي إلى تقسيم مجتمعات منطقتنا – وتعد هذه الحواجز من أكبر التحديات التي تواجه سعينا نحو التعاون والإندماج – ..” 

” تبني هذا الدور هي مسؤولية تاريخية لتركيا: نحن نعتقد أنه من غير الممكن إعادة إنشاء النظام الإقليمي من جديد إلا من بعد استجابة الأنظمة السياسية لمطالب شعوبها والمتمثلة في الحرية و الكرامة والحوكمة الصالحة.” 

”سنستأنف العمل على نحو يلائم روح مبدأ ”صفر مشاكل مع دول الجوار ” وسنعمل على اتمام الاندماج الإقليمي وذلك بعد اكتمال مرحلة التغيير في المنطقة. وفي أثناء صياغة السياسة الخارجية لتركيا والتي هي عضو مسؤول في المجتمع الدولي على أسس مبدأ ”صفر مشاكل مع دول الجوار” ، ستقود في نفس الوقت العمل على نشر وعي مشترك جديد يهدف إلى الإندماج الإقليمي.”

مقالة السيد أحمد داوود أوغلو وزير الخارجية التركية والتي نشرت في مجلة فورين بوليسي بتاريخ 21 آذار 2013 تحت عنوان ”سياسة صفر مشاكل مع دول الجوار في المرحلة الجديدة ” (إنكليزي)

 

 

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.


*


This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.